الذكاء الاصطناعي.. محاربة الجريمة بالتقنية
AI بالعربي – “خاص”
تلعب تقنية الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في مكافحة الجرائم، حيث تسعى العديد من الدول وعلى رأسها الصين، إلى استخدام أنظمة كاميرات المراقبة وخاصية التعرف على الوجوه، للتنبؤ بالجرائم ومنع حدوثها، حيث يمتاز الذكاء الاصطناعي بقدرته العالية على تحديد الهدف بدقة عالية للغاية، الأمر الذي يساعد في مكافحة الجريمة.
وفي عام 2019 كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية، أن الشرطة بدأت في التعاون مع عدد من شركات التكنولوجيا، بهدف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها تحليل بيانات حركات الأفراد وسلوكهم، مما يساعد على تقييم احتمال وقوع جريمة واعتقال المشتبه بهم قبل ارتكاب الجرائم، كما أعلنت بكين في نفس العام عن خطط لصناعة الذكاء الاصطناعي، بتكلفة 59 مليار دولار وذلك بحلول عام 2025.
وفي منتصف أبريل الماضي من هذا العام، قامت المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة، المعنية بالمخدرات والجريمة الدكتورة “غادة والي”، بتوقيع مذكرة تفاهم مع “جيوفاني سالفي”، المحامي العام لمحكمة النقض الإيطالية ورئيس اللجنة العلمية لمؤسسة “فيتوريو أوكورسيو”، العاملة في مجال العدالة الجنائية، وذلك بهدف التعاون بين المنظمة الأممية والمؤسسة الإيطالية، في البحث عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تناهض الأشكال المختلفة للجريمة.
وقالت “غادة والي” إن الذكاء الاصطناعي يمكن توظيفه، في مكافحة الجرائم العابرة للحدود في عدد كبير من المجالات منها: تطوير النظم القضائية، التحقيق في جرائم الفساد، رصد زراعة النباتات التي ينتج عنها مواد مخدرة، مؤكدةً أهمية العمل من أجل إتاحة هذه التكنولوجيا لكافة دول العالم، خاصة في ضوء إعلان “كيوتو” الذي اعتمدته الدول خلال مؤتمر الأمم المتحدة، حول الجريمة في اليابان في مارس الماضي، والذي أشار إلى أهمية توظيف التكنولوجيا في إنفاذ القانون، وفي نظم العدالة الجنائية.
سيارات بكاميرات ذكية
في العام 2017 بدأت قوات الشرطة في ولاية ديلاوير الأميركية، بتزويد سيارات دورياتها بكاميرات “ذكية”، لرصد آليات تنقل هارب من العدالة أو طفل مفقود أو رجل متقدم في السن مشوش الذهن، لكنها تثير قلق الناشطين الحقوقيين من اساءة استغلال بياناتها، حيث سيسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل تسجيلات الفيديو، للتعرف إلى الآليات بلوحات التسجيل أو بسمات أخرى، ويزود ذلك عناصر الدورية “بعينين اضافيتين”، على ما أفاد “ديفيد هينوجوسا” من شركة “كوبان تكنولوجيز” التي توفر هذه النوعية من الأجهزة.
دور الذكاء الاصطناعي في كشف الجريمة
أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا كبيرًا في الكشف عن الجرائم، حيث يتميز هذا الأمر بعدة مميزات، يتناولها هذا التقرير.
1- يستخدم الذكاء الاصطناعي في الكشف عن البضائع غير المشروعة، وعن احتواء الطرود على سلع غير قانونية مثل المخدرات والأنشطة الإرهابية.
2- الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه في تحديد العملاء، الذين يشترون كميات غير عادية من المواد الكيميائية، والتي تستخدم في الأنشطة الإرهابية.
3- الذكاء الاصطناعي يستخدم في الكشف عن بيانات شركات الشحن، لتحديد الحاويات التي يرجح استخدامها في الاتجار بالبشر.
4- الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه في عمليات غسيل الأموال والاحتيال، والاستيلاء على الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان، ووسائل الدفع الإلكتروني.
5- يستخدم الذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق المراقبة بالكاميرات، وذلك من خلال الكاميرات الدقيقة للتعرف على الوجوه ولوحات التراخيص في الصور التي تم التقاطها من على بعد كيلو مترات.
6- الذكاء الاصطناعي يستخدم في تحقيق إنفاذ القانون، وذلك من خلال المستشعرات الرقمية والبيومترية، التي تساعد على تنفيذ الأحكام.
7- الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه، في تحديد الأراضي الصحراوية التي تزرع بنبات القنب، ولمراقبة أفراد تجارة المخدرات.
8- يستخدم الذكاء الاصطناعي في مسرح الجريمة، من خلال الأدلة الرقمية والبصمة الوراثية وبصمة الوجه، للتعرف على الجثث مجهولة الهوية ومرتكبيها.
9- الذكاء الاصطناعي يستخدم في جرائم نقل البيانات، والاستيلاء عليها من خلال برامج ضارة، وذلك للتهديد والابتزاز.
أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في النيابة العامة
لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي فقط في جانب مكافحة الجريمة، والتي تعد من من أهم مميزات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجريمة، فهي تسهم في تعزيز الأمن والسلامة العامة للمجتمع، إلا أنه يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى، منها عمل الأدلة الجنائية.
كما ساهمت تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في أعمال النيابة العامة، من حيث تقديم أدلة دامغة إلى الجهات القضائية حول الجرائم، إلى جانب توفير معلومات ودلائل إلى الأجهزة الأمنية لفك ألغاز الجرائم المعقدة، بالإضافة إلى ذلك فهي تلعب دورًا مهمًا وحساسًا، بجانب الأمن السيبراني والتحقيقات الرقمية الجنائية، وذلك بربطها مع بعضها بعضًا بشكل قادر على التنبؤ، بمعظم الجرائم حتى قبل حدوثها.