
الصين تتحدى الحظر الأميركي وتسعى لقيادة الذكاء الاصطناعي عالميًا
AI بالعربي – متابعات
في ظل تصاعد القيود الأميركية، تمضي الصين قدمًا في تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تعزيز مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تشهد مقاطعة شينجيانغ حراكًا واسعًا لبناء مراكز بيانات ضخمة تعتمد على رقاقات متطورة من إنتاج شركة “إنفيديا” الأميركية، رغم الحظر المفروض على تصدير هذه التقنيات إلى بكين.
مراكز بيانات ضخمة برقائق أميركية
وكشفت وكالة “بلومبرج” في تحليل حديث أن شركات صينية تخطط لتثبيت أكثر من 115 ألف رقاقة ذكاء اصطناعي من “إنفيديا” داخل أكثر من 30 مركز بيانات، على أن يُخصص مجمع رئيسي في شينجيانغ لاستيعاب الجزء الأكبر من هذه المعالجات، ما يعزز قدرة الصين على تطوير نماذج لغوية متقدمة، رغم أن حجم المشروع لا يزال دون نظيره في الولايات المتحدة.
مخاوف أميركية متزايدة
يُنظر إلى هذه الخطوة بعين القلق في واشنطن، إذ تخشى الإدارة الأميركية من أن يؤدي التوسع في قدرات الذكاء الاصطناعي لدى الصين إلى تفوق تكنولوجي قد يُترجم إلى تفوق عسكري. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في عام 2022 قيودًا صارمة على تصدير رقاقات “إنفيديا” عالية الأداء إلى الصين.
تساؤلات حول مصادر التوريد
ورغم أهمية المشروع، لم توضح الوثائق الرسمية كيفية حصول الصين على هذه الرقائق في ظل القيود المفروضة، كما رفضت الشركات المعنية والجهات الحكومية الصينية الإدلاء بأي تعليقات بهذا الخصوص.
مفاجأة للمحققين الأميركيين
من جهتهم، أكد أكثر من 12 مصدرًا مطلعًا على تحقيقات الحكومة الأميركية بشأن صادرات الرقائق، أنهم لم يكونوا على علم مسبق ببناء مركز البيانات العملاق في شينجيانغ. ورغم ترجيح وجود كميات من الرقاقات المحظورة داخل الصين، فإن السلطات الأميركية لم تتمكن من كشف شبكة منظمة لتهريب أكثر من 100 ألف وحدة منها.
تقديرات متضاربة
وفي حين تشير بعض التقديرات الأميركية إلى وجود نحو 25 ألف رقاقة “إنفيديا” محظورة داخل الصين، يعتبر مسؤولون في إدارة بايدن أن هذا الرقم لا يثير قلقًا كبيرًا، مقارنةً بالحجم الذي تملكه المراكز الأميركية.
موقف “إنفيديا”
بدورها، شددت شركة “إنفيديا” على أنها لا تدعم استخدام منتجاتها المهربة، مؤكدة أن محاولة بناء مركز بيانات ضخم باستخدام رقاقات من الجيل السابق لا تمثل خيارًا منطقيًا من الناحية التجارية أو التقنية، خاصة مع توفر بدائل محلية تصنّعها “هواوي”.
التهريب واقع مؤكد
في المقابل، أكدت وزارة التجارة الأميركية أن عمليات تهريب رقاقات الذكاء الاصطناعي تمثل “حقيقة واقعة”، رغم عدم ذكر “إنفيديا” بالاسم، علمًا بأنها المورد الرئيسي لهذه التقنيات الحيوية.
الصين تمضي قدمًا
رغم الجدل والقيود، تواصل الصين أعمال البناء في منشآت البيانات الجديدة، في وقت لا تزال فيه مسرّعات الذكاء الاصطناعي – التي تهيمن “إنفيديا” على سوقها – عنصرًا رئيسيًا لنجاح هذه المشاريع، وساهمت في رفع القيمة السوقية للشركة الأميركية إلى أكثر من 4 تريليونات دولار.
نجاح محدود لكنه واعد
وبحسب مراقبين، فإن مركز شينجيانغ – حتى لو اكتمل – لن يضاهي من حيث السعة مراكز البيانات الأميركية الكبرى، لكن شركات صينية مثل “ديب سيك” أثبتت قدرة لافتة على تحقيق إنجازات نوعية باستخدام موارد محدودة، ما يعزز احتمالات تطور الذكاء الاصطناعي محليًا، رغم التحديات.