مشينا لنيوم
أريج الجهني
شاهدنا بشغف إعلان مشروع “ذا لاين” التاريخي، مدن تدار عبر الذكاء الاصطناعي لا ضوضاء لا تلوث والأهم والأعظم “المشي” هو نمط الحياة الرئيسي لهذه السلسلة المجتمعية التي نأمل أن تمتد وتمدد في كل اتجاهات الوطن، تخيل أنك سوف تتمكن من الحصول على احتياجاتك اليومية بمدة مشي أقصاها خمس دقائق، وسيكون أبعد وقت بين الاتجاهات عشرين دقيقة! هكذا لن تهتم بعد الآن بقيادة سيارتك وإرهاق القيادة ولا تبعات الوقود وتلوثه، ولن تحتاج حتى للتفكير بمواعيد الصيانة أو حتى تجديدها، هكذا نيوم وهكذا مدن المستقبل، وهكذا ستقود المملكة العربية السعودية المنطقة بالتحول البيئي ومسابقة الزمن لخلق بيئة صحية هدفها صحة الإنسان وسعادته.
مدينة تنشأ من الصفر، تستقطب العالم وتمد جسوراً ثقافية برؤية صحية مختلفة، فهذه المدن ليست مجرد مسارات وحدائق أو حتى وسائل نقل، إنما هي مدينة تتمحور حول الإنسان واحتياجاته، وهذا سبق عالمي لنا الحق بأن نوثقه ونخبر به الأطفال، ذا لاين “المدن الأدراكية” هي باكورة الجيل القادم من المُدن الذكية عبر اعتمادها على الذكاء الاصطناعي والاتصالات فائقة السرعة والروبوتات والتقنيات المتقدمة غير المرئية في البناء والتصميم والتفاعل مع سكانها.
التحول المجتمعي الذي نعيشه اليوم في ظل هذه المشاريع الوطنية المبهرة يحثنا لأن نمارس أدوارنا المجتمعية بالمزيد من التفاؤل والفرح والمسؤولية، هناك جو من السعادة والثقة والبهجة التي تقرأها في سطور المواطنين، وتلمسها في تفاعلاتهم اليومية، الإنسان المعاصر مسكون بالعديد من المخاوف المختلفة عن المخاوف التقليدية والسابقة، لهذا ينجح محمد بن سلمان في كل مرة يظهر بها ويعلن عن مشاريع وطنية لأنه باختصار إنسان يشبه عصره “شغف المعرفة والإنجاز والشجاعة” ثلاثة أمور تراها حاضرة معه دائماً؛ القرب من الناس ومشاركتهم الأحلام والواقع سمة لازمت قادتنا عبر التاريخ.
الإعلان لم يكتف بالمعلومات والتشويق بل حرص على إيصال الشكر والتقدير واستجلاب المشاركة وتأكيد الثقة المتبادلة بين الشعب وقادته، كونوا مستعدين دائما ًللأفضل، الرسالة العميقة في هذه المشاريع أن كل ما هو تقليدي من أفكار ومشاريع بل حتى أشخاص تجاوزهم الزمن، والشعور الذي تصنعه في نفوس من حولك يدفعهم للعمل بشكل مضاعف، هنيئا لنا بهذه الاحتفالية الوطنية وأدام الله علينا ثوب الأمن والعلم والنماء.