ماذا تعرف عن الذكاء الاصطناعي؟

38

AI بالعربي – “متابعات”

في عددها الصادر في شهر شعبان 1410هـ الموافق فبراير/مارس 1990م تناولت القافلة موضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستقبلية وأفق تطوُّره في مقال من أربع صفحات بقلم الأستاذ تيسير صبحي رئيس رابطة الفيزيائين الأردنيين. واللافت في هذا المقال هو ما يتكشَّف عنه من اهتمام القافلة منذ ذلك الوقت المبكِّر باستقراء تداعيات الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية من فوائد وتحديات. وهنا بعض ما جاء فيه:

عندما تقرأ عنوان هذا المقال قد تسأل نفسك: ما هو الذكاء الاصطناعي؟ في ضوء ما تشير إليه أدبيات الموضوع نستطيع القول إن الذكاء الاصطناعي يتبدَّى في محاولة كتابة برامج وإعدادها، بحيث تهدف إلى اكتساب الحاسوب سلوكاً يماثل أو يناظر السلوك البشري؛ بمعنى أن يقوم بأنشطة ذهنية ويعمل على تسيير “الربوطيات” التي تقوم بأنشطة جسدية تشبه إلى حد بعيد أنشطة الإنسان.

وتذكر دائماً أن الحاسوب لا يمتلك ذكاءً، ولكنه يكتسب الذكاء الاصطناعي من خلال ثلاثة عناصر وظيفية رئيسة، هي: القدرة على التحليل، والقدرة على التأليف، والاستدلال المنطقي.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، فإن العلماء يتوقَّعون أن يشهد العقد المقبل جيلاً جديداً من الأجهزة والأدوات القائمة على أساس الذكاء الاصطناعي، ومن بينها: آلات الترجمة الفورية، والآلات الناطقة، وآلات القراءة المحوسبة، وآلات الكتابة والتخزين التي تعمل بالإملاء والتوجيهات اللفظية. بالإضافة إلى جملة من آلات التلخيص والفهرسة وإعادة الصياغة. كما يجب ألا ننسى في هذا الصدد “الروبوطيات” الذكية التي تعمل في المراكز النووية والمناجم والمحطات الفضائية والمستشفيات والمصانع، وغير ذلك من المجالات.

ويحمل الجيل الخامس من الحواسيب الذكية تباشير كثيرة للدول النامية والدول المتخلفة على حدٍّ سواء، وإننا نلاحظ أنه ينطوي على تحدٍّ كبير للدول العربية وبخاصة فيما يتعلَّق باستيعاب الأبعاد اللغوية. ويفرض علينا هذا التحدي أن نركِّز جهودنا وندفعها بزخم أكبر نحو بحوث ومشروعات الذكاء الاصطناعي حتى نستطيع مواكبة التطوُّر والتقدُّم في هذا المجال، وإلّا فإن عدم مواجهتنا لهذا التحدي سيساعد في استمرارية تخطِّي ركب العلم والتقنية لأمتنا العربية.

والسؤال الثاني الذي قد يطرح نفسه هو: ما هي المؤشرات على تقدُّم الذكاء الاصطناعي وتطوُّره؟

برز المؤشر الأول عندما تم الانتقال في عالَم الحواسيب من المعالجة المتلاحقة إلى المعالجة المتوازية؛ ففي الأجيال الأولى للحواسيب كان مستخدِم الحاسوب يقوم بإدخال مدخلات من نمط واحد معيّن، ويجري إدخالها بواسطة أجهزة ووسائط إدخال إلى وحدة المعالجة المركزية “سي بي يو”، وهناك تجري معالجة المدخلات بالكيفية المطلوبة وتكون النتيجة مخرجات تخرج إلى مستخدم الحاسوب من خلال وسائط الإخراج المختلفة (شاشة الحاسوب، آلة، قرص مرن، شريط ممغنط…) وتلاحظ أيها القارئ أن هذه العملية تمَّت بصورة متتابعة لنوع واحد من المدخلات. أما في الذكاء الاصطناعي فإن عملية المعالجة تتم بصورة متوازية؛ حيث يتم إدخال مجموعة مدخلات – قد يكون بينها نوع من الترابط والصلة وقد لا يكون – إلى وحدة المعالجة المركزية المتوازية أو المركبة التي تحتوي على عناصر الذاكرة، وتقوم هذه الوحدة بعمليات التأليف والاستبدال المنطقي والتحليل للوصول إلى مخرجات قد يكون بينها نوع من الترابط أو تكون بمثابة اختيارات وبدائل.

اترك رد

Your email address will not be published.