مستقبل الذكاء الاصطناعي
في المستقبل القريب لن تشاهد الأفلام من بطولة ممثلين من لحم ودم بل ستختار ممثلين افتراضيين يلعبون دور البطولة في فيلمك.
ممثلون افتراضيون، أي أنه ليس لهم وجود مادي حقيقي وليسوا بشرا كالماضي في هوليود وبوليود والأفلام العربية، بل هم خوارزميات صنعها الكمبيوتر حسب ذوقك، وحين تجلس مسترخيا لمشاهدة فيلمك ستعمل البرامج التنبؤية المتطورة على تحليل قصة سيناريو الفيلم والتنبؤ بإمكانات شباك التذاكر. هذا المستقبل قريب جدا وسنتعاطاه عبر تطبيقات مثل نتفليكس وأبل TV.
هذا في ما يخص مستقبل السينما والدراما، أما مستقبل الطب فسيكون السؤال الأول لمطوري الذكاء الصناعي: لماذا هناك دواء غير مفيد لبعض المرضى، في حين أنه يمكن تكييفه وفقاً للجينوم الخاص بكل مريض على حده؟ ستمكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأطباء والمستشفيات من تحليل البيانات بشكل أفضل وتخصيص رعايتهم الصحية حسب الجينات والبيئة ونمط الحياة لكل مريض. بدءاً من تشخيص أورام المخ إلى تحديد علاج السرطان الأفضل للفرد.
وسيساعد الذكاء الاصطناعي كبار السن على البقاء مستقلين دون الحاجة لشخص آخر يرعاهم وسيعيشون في منازلهم عوضا عن المستشفيات ودور الرعاية. ستحافظ أدوات الذكاء الاصطناعي على الطعام المغذي لهم، وتصل بأمان إلى الأشياء الموجودة على الرفوف العالية، وتراقب الحركة في منزل كبير السن. وستصل لدرجة المساعدة في الاستحمام والنظافة.
أما المكان الذي قد يكون للذكاء الاصطناعي فيه التأثير الأكبر في المستقبل القريب فهو السيارات ذاتية القيادة. على عكس البشر، لا يشغل سائقو الذكاء الاصطناعي أبداً الراديو أو يتناقشون مع الركاب في المقعد الخلفي. وهذا يعني أنه ستكون الحوادث أقل حين تكثر هذه السيارات في الشوارع.
لكن العمل بمساعدة الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر أهمية في المجالات الخطرة مثل التعدين ومكافحة الحرائق وإزالة الألغام والتعامل مع المواد المشعة.