توظيف الذكاء الاصطناعي لغة العصر الجديدة في قطاع الإعلام

64

صالح عبدالحفيظ

يُعد الذكاء الاصطناعي لغة العصر؛ حيث عرفه أحد المؤسسين، Marvin Minsky الذي وصفه بأنه “علم صنع الآلات يقوم بأشياء تتطلب الذكاء إذا قام به الرجال”. في حين أن جوهر هذا التعريف صحيح اليوم، فإن علماء الكمبيوتر الحديثين يذهبون إلى أبعد من ذلك بعض الشيء، ويعرفون الذكاء الاصطناعي كنظام قادر على إدراك بيئته واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الفرص لتحقيق أهدافه بنجاح، في حين تتمثل أهمية الذكاء الاصطناعي في التأثير على مستقبل كل قطاع بحسب نشاطه، وعلى كل إنسان على هذا الكوكب كما ويعد المحرك المهم لجميع التقنيات الناشئة مثل جمع البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء، ومن الممكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أكبر خلال السنوات القادمة.

ويزيد الذكاء الاصطناعي من كفاءة الأعمال وسرعة تنفيذها ويزيد من قيمتها ويُساهم في تطور الأعمال باستمرار، كما يزيد من عدد المتفاعلين مع هذه الأعمال بسبب التطور المستمر للأدوات والبرمجيات المتعلقة بها، كما للذكاء الاصطناعي أهمية في حياتنا اليومية؛ فقد أحدث استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في مجال صناعة السيارات؛ حيث يستخدم برنامج القيادة الذاتية من جوجل الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتقليل نسبة الحوادث وتخفيف الازدحام المروري، كما تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مواقع التجارة الإلكترونية للحصول على صورة واضحة اتجاه العملاء في عمليات الشراء عبر الموقع وتقديم التوصيات، ويأتي دور الجهات في تدريب الموظفين أو تحفيزهم على اكتساب مهارة التعامل مع الذكاء الاصطناعي، والحصول على جودة عالية في العمل؛ وذلك لاختلاف نشاط كل منظمة وطبيعة عملها، وعند سؤال الذكاء الاصطناعي حول استخدامه لترويج الثقافة السعودية، أشار بأنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لترويج الثقافة السعودية من خلال إنشاء تطبيقات تفاعلية ومشاريع تعليمية ذكية وتقنيات تحليل البيانات لفهم احتياجات الجمهور، وتقديم المحتوى بشكل ملائم.

فعلى سبيل المثال من خلال الذكاء الاصطناعي، وباستخدام برمجيات خاصة نستطيع عمل شخصية مرشد سياحي سعودي يتحدث عن الثقافة السعودية، ويتحدث عن الدرعية وما تحتويه من ثقافة ومكانة عند الشعب السعودي والمدينة الإعلامية الجديدة وبما تحتويه من مقومات، ودورها في تعزيز الجانب الاقتصادي والثقافي للمملكة العربية السعودية، فيما تمتلك السعودية ثقافات متعددة في الملبوسات التقليدية؛ حيث يشرح الذكاء الاصطناعي طريقة اللبس وأنواعه وأشكاله، ولكل منطقة وطريقة لباسهم التقليدي، وأما الفنون الشعبية منها تستخدم كأسلوب من أساليب الحرب وفن آخر يستخدم عند النصر، وتفتخر الدول بإبراز ثقافتها أمام الدول الأخرى، وذلك في جذب انتباه المجتمعات الأخرى لما تحتويه على موروث ثقافي، كما يتم استخدام عدة لغات لترجمة هذا الموروث، وظهرت في الآونة الأخيرة نظارات آبل الجديدة، والتي سهَّلت الوصول إلى الجميع، ويستطيع مستخدمها أن يختار اللغة التي يتحدث بها؛ حيث من حسن الحظ بأن ذكرت ذلك في مقالي السابق والمتمحور في القناة الثقافية وعلاقتها بالقوة الناعمة، وذلك بترجمة المضامين إلى عدة لغات، ولكن مع التطور الحديث للذكاء الاصطناعي عالج هذا الأمر، وجعل العملية أسرع؛ حيث أفاد ذلك وزير الإعلام في المنتدى السعودي للإعلام بإطلاق مشروع “سعوديبيديا”؛ ليكون مصدرًا رقميًا موثقًا لـ6 لغات.

المصدر: صحيفة مكة الإلكترونية

اترك رد

Your email address will not be published.