هل القدرات التوليدية المتطورة للذكاء الاصطناعي وراء مخاوف البشر منه؟

20

AI بالعربي – خاص 

باتت القدرات التوليدية للذكاء الاصطناعي تفاجئ العالم بوتيرة سريعة، بعدما أصبحت تقنيات التكنولوجيا الحديثة صاحبة دور بارز في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والعلمية. فهي صاحبة قدرات مُذهلة في إنشاء محتوى باهر، بما في ذلك الصور، والموسيقى، والنصوص التي لا يُمكن تمييزها عن المحتوى الذي ينشئه البشر؛ ما جعله في الوقت نفسه يسبب الكثير من القلق، بوصفه “تهديدًا للبشرية”. إذ يجد عامة الناس أنفسهم في صراع مع الشكوك حول تداعيات التكنولوجيا الحديثة المحتملة، لأنَّه لا يمكن فهم أبعاد القدرات التوليدية للذكاء الاصطناعي بشكل كامل حتى الوقت الحالي. وتحدث في هذا الصدد العديد من خبراء المجال وروَّاده، الذين خلصوا إلى أن هناك عدة أسباب وراء مخاوف وقلق البشرية من هذه التداعيات المحتملة للذكاء الاصطناعي، والتي كان أبرزها:

صنَّاع السينما وإذكاء المخاوف

الدور المؤثر الذي لعبه صنَّاع السينما، وقادة الثقافة والفكر، في إذكاء الخوف الذي يحيط بالذكاء الاصطناعي على مر السنين، من خلال صناعة الأفلام التي تصوِّر سيناريوهات مخيفة؛ إذ تُظهر تقنية الذكاء الاصطناعي، ومن ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، خارج نطاق السيطرة. ونجحت أفلام مثل “Ex Machina”، و”Blade Runner”، و”The Matrix” في ترسيخ فكرة الذكاء الاصطناعي الخبيث في الثقافة الشعبية، ما أدى إلى تضخيم مخاوف الجمهور.

الاستغناء عن الوظائف البشرية

بات الخوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي التوليدي محل الوظائف البشرية، مصدر قلق حقيقي، لأنَّ الروبوتات لا تأكل، ولا تنام، ولا تحتاج إلى فترات راحة. أمَّا بالنسبة للبشر، فوظائفنا هي معنى بقائنا. وتثير قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على محاكاة الإبداع البشري وإنتاج المحتوى، مثل: الفن، أو الموسيقى، أو حتى المقالات المكتوبة؛ مخاوف بين المتخصصين في تلك المجالات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل على أتمتة الصناعات المختلفة، مثل: التصنيع أو خدمة العملاء أو النقل. من المهم أن نتذكَّر أن الذكاء الاصطناعي يفتح إمكانيات جديدة وفرصًا للابتكار.

الملكية الفكرية

تنشأ المخاوف المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات، لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي غالبًا ما يعتمد على كميات هائلة من البيانات؛ ما يثير تساؤلات حول الملكية الفكرية، وحماية المعلومات الشخصية. ويفرض الافتقار إلى التنظيم تحديات في ضمان العدالة، والشفافية، والمساءلة في تطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. وبدون إرشادات مناسبة، هناك احتمال أكبر لنتائج متحيِّزة؛ ما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة المجتمعية القائمة. ويُعدُّ وضع لوائح شاملة تُعالج هذه القضايا، أمرًا بالغ الأهمية لتسخير فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع تقليل مخاطره المحتملة.

قلق آباء الذكاء الاصطناعي

ينبع تخوُّف العديد من قادة التكنولوجيا، على غرار بيل غيتس، وإيلون ماسك، والأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون، من التهديد الوجودي الذي تشكِّله التكنولوجيا؛ من المخاطر المحتملة المرتبطة بتجاوز الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري، والعواقب المحتملة للتقدُّم غير المنضبط للذكاء الاصطناعي. ويخشى هؤلاء من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتفوَّق على التحكُّم البشري؛ ما يؤدي إلى نتائج غير مقصودة. وتؤكد رؤاهم وتحذيراتهم أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي؛ ما يُشجِّع على اتباع نهج مدروس يأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة.

تنظيم الذكاء الاصطناعي

يعدُّ النقص الحالي في التنظيم القوي حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، مصدر قلق كبير لأسباب مختلفة. فمع تطور التكنولوجيا بشكل متزايد، تظهر الاعتبارات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالسلامة، على مستوى تأثيرها المحتمل على المجتمع.

وبدون وجود لوائح مناسبة، هناك مخاطر أكبر لسوء استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية وإساءة استخدامها، ولا تتوقف المسؤولية عند مقاطع الفيديو المزيفة.

اترك رد

Your email address will not be published.