أؤمن جدا بأنه لا مستثنى من التحولات التقنية، كل شيء له بديل؛ الفرق يكمن في التوقيت فقط، فبعض الأشياء مرت بالتقنية فاستعمرتها البدائل، وغيرها في خضم المعالجة، ومعظمها في الطريق إلى التغيير، وأخريات في قوائم الانتظار.. قد يحدث التغيير اليوم، أو بعد قرن، طالما استمرت الفتوحات التقنية.

غير مرة، قلت – في ظني – إن الأكل والشرب هما ما سيتبقى من شكل حياتنا الطبيعية، وربما تكون لهما بدائل مستقبلية، أما ما سواهما فهو في جدولة التغيير والتقنية والتحولات.

هناك طريقتان للتعامل مع المستقبل: إما أن يأتيك، وإما أن تذهب إليه. الخيار الثاني أفضل غالبا؛ لأنه يكون بإرادتك وشروطك، وهامش الخطأ فيه مرتفع. الطريقة الأولى كالقدر، لا مفر.

في رأيي إنه حان الوقت لاستحداث “وزارة الذكاء الاصطناعي”، أو “هيئة الذكاء الاصطناعي”، من أجل المساهمة في تحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030″، وتحليل البيانات الكبيرة، والاستفادة من مخرجاتها، وكذلك تطوير كفاءة الأداء الحكومي، إضافة إلى الاستفادة من أحدث التقنيات، واستثمارها في جميع مناحي الحياة.

في أكتوبر 2017، عينت دولة الإمارات وزير دولة للذكاء الاصطناعي، في خطوة استباقية للتعامل مع “الثورة الصناعية الرابعة”، وبحسب تقرير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 2018، الصادر عن وزارة الاقتصاد؛ فمن المتوقع “أن تحقق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي طبقا للتقديرات عائدات اقتصادية سنوية في عديد من القطاعات تصل إلى نحو 22 مليار درهم، عن طريق رفع إنتاجية الأفراد 13 في المئة، وتجنب هدر 396 مليون ساعة في وسائل النقل التقليدية وعلى الطرقات سنويا، وخفض تكاليف النقل 44 في المئة بما يوازي 900 مليون درهم، والحد من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي 12 في المئة بما يوازي 1.5 مليار درهم، وكذلك الحد من الحوادث المرورية والخسائر الناجمة عنها 12 في المئة بما يحقق وفرا قدره مليارا درهم سنويا، وتقليل الحاجة إلى المواقف بنسبة تصل إلى 20 في المئة، إضافة إلى توفير 18 مليار درهم عبر رفع كفاءة قطاع النقل في دبي بحلول عام 2030.. وطبقا لدراسة حديثة أخرى، أجرتها “ماكنزي”، هناك توقعات باستبدال 1.9 مليون وظيفة بوظائف أخرى في الإمارات من جراء تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي”.

أكتب اليوم، في وقت يتحاور فيه المختصون والباحثون حول قدرة التقنية على كتابة مقالات متكاملة، من دون أي تدخل بشري، بها كثير من المتانة الفكرية واللغوية.. المقالات أيضا، سيأتيها الدور. لا أحد مستثنى. والسلام..